في بعض المواقف تظهر على الطفل أعراض ما، نكتشف منها أن لديه خجلاً عند مُواجَهة المجتمع، وحينما نُدرك أن لدى الطفل نوعًا منَ الخجل الاجتماعي، فلا بدَّ منَ الإسهام في معرفة أسباب الخجل، والبحث عن سُبل نفسيَّة لمعالَجَتِه؛ لئلاَّ يستشري، ويصبح طبيعة، لا يُمكن الانفكاك منها مع مُرُور الزمن؛ مما يُسبِّب ردة فعل عنيفة على الطفل، وعلى مستقبله العلمي في مستقبل حياته، ويعاني الطفلُ مِن هذا الخجلِ كثيرًا إن لَمْ يتم تدارك هذا الأمر منذ الصغر، وهذا لا يتأتَّى إلا إذا وُجد والدان متفهمان مهتمان بطفلهما منذ صغره.
صفات الخجول:
بدايةً يَتَحَدَّث إلى الألوكة د/ روحي عبدات - المستشار النَّفسي والتربوي - الذي يوضِّح بدوره صفات الطفل الخجول، بقوله:
من أهم صفات الطفل الخجول:
1- عدم الإقبال على خوض المواقف والخبرات الجديدة.
2- التراجُع عن كثير منَ الأمور التي يُخَطِّط لها في خياله.
3- قلة الأصدقاء، وعدم إقامة علاقات اجتماعية كافية مع الأقران في نفس سنِّه.
4- الميل إلى الانسحاب، والعزلة أحيانًا.
5- الحساسية الانفعالية، والتأثُّر السريع بالنقد.
6- الشعور بأنه مُستَهْدَف منَ الآخرين ومراقَبٌ، حتى مِن نظراتهم وتصرُّفاتهم.
ومن أسباب الخجل:
- شُعُور الطفل بعدم الأمان؛ نتيجة التعامُل السلبي منَ الوالدين، أو قسوة الأب عليه وعلى والدته وإخوته.
- الحماية الزائدة مِن قِبَل الوالدين، والأم خاصة.
- تقليد الأم عندما تُبدي مواقفها نحوه، أو خجلها الاجتماعي.
- عدم إتاحة المجال له للخُرُوج، وممارسة الأنشطة الاجتماعية مع أقرانه أو مع الآخرين.
- التعرُّض للنَّقد منَ الآخرين، والكلام الجارح والاستهزاء.
- المرور بخبرات فاشلة في المواقف الاجتماعية أو المدرسية، تجعله لا يميل إلى تَكرارها.
علاج الخجل:
ويُشدِّد د/ روحي عبدات على أنَّ منَ العلاج:
- توفير الجوِّ الهادئ في البيت، والابتعاد عنِ المشاحنات والمشكلات بين الوالدين أمام الأطفال.
- إتاحة المجال للطفل؛ للتعبير عن حاجاته وهواياته.
- الاستماع للطِّفل بين الحين والآخر، ودعوته للحديث عن مشاعره الانفعالية.
- إشراكه في الأنشطة الاجتماعيَّة المناسبة له، واللعب مع أقرانه، ومساعدته في إقامة صداقات معهم.
- رفْع مستوى ثقته بِذاتِه، عن طريق إظهار طاقاته وقدراته، التي لا يستطيع أن يراها بشكْلٍ جليٍّ وواضِحٍ.
- التركيز على التشجيع والمديح، وإبراز جوانب القوة، وعدم التركيز على خبرات الفشل، والتعرُّض للنقد الشديد، والعقاب والحرمان المستمر.
- عدم إجباره على خوض مواقف أعلى من مستوى قدراته.
- عدم التمييز في المعامَلة بينه وبين إخوانه، ونعته بسمات سلبيَّة أمام الآخرين.
ظاهرة طبيعيَّة:
ومن جهة أخرى تؤكد أ/ سحر المصري - مديرة جمعية المودة بطرابلس - موضحةً أنَّ الخَجَل ظاهرة طبيعية في الأطفال، فتقول: الخجلُ ظاهرةٌ طبيعيَّة عند الأطفال في سنواتهم الأولى، فمذ أن يفتحَ الطفل عينيه على العالَم، يبدأ باستكشافه، فيرتاح إلى المحيط الذي تعوَّد عليه، والوجوه التي يراها في كل وقت.
والمُلاحَظ أنَّ غالبية الأطفال في سنتهم الأولى يديرون وجههم عن الغرباء (بمفهومهم)، ولا يقبلون أن يحملوهم، ويبقون معلّقين بأمهاتهم، أو مَنِ اعتادوا عليهم. ويخفُّ هذا الشعور تدريجيًّا حين ينخرط هؤلاء الأطفال في مجتمعاتهم، ويبدؤون بتوسيع شبكة اتصالهم بمَن حولهم. والخجل حالة قد يُصاب بها الكبار أحيانًا، حين يواجهون مواقف معيَّنة؛ كالتحدُّث أمام جَمْع كبير منَ الناس، أو التعرُّض للتقييم، أو التواجد في مكان لا يعرفون فيه أحدًا، فهذا خجل طبيعي.
فكيف بالأطفال؟
فإنهم يشعرون بالخجل حين يدخلون الحضانة لأول مرة مثلاً، أو بيوت أصدقاء الأهل في زيارة، وعلى الأهل التريُّث حينها في إطلاق صِفة الخجل المَرَضيّ على أطفالهم، وعليهم أن يتنبَّهُوا إلى العوارض التي تظهر على طفلهم، ويكون فعلاً خجولاً إلى درجة تؤثِّر على تواصُله مع الآخرين، ونظرته لذاته وانطوائه على نفسه، فحين يُصبح الأمر لافتًا ودائمًا؛ بحيث لا يستطيع أبدًا التأقلُم مع المحيط، أو بناء شبكة علاقات اجتماعية، أو يتدهور إنتاجه في المدرسة، فهنا يجب عليهم الإسراع في اتِّخاذ الإجراءات العلاجية؛ لأنه إن بقي الطفل على خجله، فتأثير ذلك مستقبلاً كبيرٌ على الصعيد الشخصي، والدراسي، والمهني، وخاصة على صعيد العلاقات الاجتماعيَّة.
إذًا؛ تُطلَق صفة الخَجَل على الفئة التي تعدَّت السنة الثالثة منَ العمر، وهي تفضل التواجُد في مؤخِّرة الصفوف، ولا تنخرط في المجموعة التي تتواجد فيها (في الصف أو في أي نشاط خارجي كالرياضة مثلاً)، فحينها يُمكن اعتبارُ الخجلِ فقدانًا للثقة بالنفس، وذا عوارض مرَضيَّة. عوارض الخَجَل: ثم تُضيف أ/ المصري، فتقول: ويمكن تحديد صفات الطفل الخجول والعوارض التي تنتابه بالآتي:
- إيثار العزلة والانطواء على الذات.
- ضعْف الشخصيَّة، وخاصةً الثقةَ بالنفس.
- عدم الانخراط في أي نشاط عام.
- عدم القدرة على التكيُّف والتفاعل الاجتماعي، والافتقار إلى المهارات الاجتماعية.
- التواجُد في مؤخرة الصفوف، والبُعد عن مواقع المواجهة.
- احمرار الوجه والعَرَق. - التأتأة في الكلام، وارتجاف الأصابع.
- زيادة نبضات القلب.
- شدة التوتُّر، والحساسية والارتباك. - كثرة الشَّكوى من آلام المعدة والرأس.
- عدم القدرة على مواجهة الغرباء.
- عدم التكلُّم مع الآخرين، حتى لو تمَّ توجيه الكلام إليه. هذه الأمور تجعل الطفلَ خجولاً: وتستطرد المصري قائلة: أما بالنسبة إلى الأسباب التي تجعل الطفل خجولاً، فهي عديدةٌ؛ منها: الوراثة، طريقة التربية التي يتلقَّاها الطفل، والبيئة المحيطة، ومهما كان السببُ الذي يلعب دورًا في بنية شخصية الطفل، وجعله خجولاً، فإنَّ الأمرَ يمكن معالجته لو تمكَّن الأهل - خاصة في السنين الأولى - من حُسن تربية وتوجيه طفلهم، عبر تعزيز الثقة بنفس الطفل، وحثِّه على الاختلاط بأقرانه، وغيرها منَ الخطوات التي سنذكرها في معرض كلامنا عن العلاج لهذه الظاهرة.
والوراثة هي انحدار الطِّفل من والِدَين، كليهما أو أحدهما خجول، فيرث ذلك عبر الجينات الوراثيَّة، وقد يكون الطفل حساسًا وعاطفيًّا، فيكبر وفيه نزعة إلى الخَجَل والانطواء.
أما ما نقصده بطريقة التربية والبيئة المحيطة، فقد يتعلَّم الطفل هذه الصفة ممن يعتبرهم قدوة في عائلته (الأبوين أو الإخوة)، فيقلد تصرُّفاتهم دون إدراك حقيقيٍّ منه، أو قد يكون الطفل يفتقد الأمان والتشجيع على الانخراط في المجتمع، أو قد يكون تَعَرَّضَ للتهكُّم والسخرية ممن حوله، ما دفعه للحدِّ من علاقته بالآخرين، وربما معاداتهم، والثورة على الواقع إن تفاقمتْ حدَّة الانتقادات الموجّهة إليه؛ سواء في البيت أم في المدرسة. ولعلَّ مِن أخطر الممارسات على النفس التوبيخَ المستمرَّ؛ خاصة أمام الآخرين، إضافة إلى الاستهزاء بالمشاعر والإنجازات، وكذلك الإكثار منَ القسوة والمحاسَبة يُشعِر الطفل بالنقص، فيؤثِر الانطواء والخلوة.
ومن جهة أُخرى، قد يبالغ الأهلُ في حماية وتدليل الطفل، وربما منعه من الاختلاط بالآخرين؛ بحجة الخوف عليه وحمايته، مما يجعله يعتمد عليهم، ويفتقد إلى الاستقلالية، ومحاولة الانفتاح على المجتمع، ناهيك عنِ الرقابة الشديدة، ومحاولة الأهل الضغط على الطفل؛ ليقوم بما يريدونه هم، وليس ما يختاره هو؛ بحجَّة أنهم أدرى بمصلحته؛ بل ربما منعه من الحوار، وإبداء الرأي، مما يُفقِده الثقة بقدراته وقيمته الذاتية.
ومنَ الأسباب أيضًا:
تكليف الطفل بمهام فوق طاقته، فيفشل في إنجازها، فيتولَّد عنده شعور بعدم الثقة بالنفس، فيتوارى منَ القوم بالخَجَلِ والانعزال عنِ المجتمع، كما أنَّ الجوَّ العائلي المشحون بالصراعات والشتائم والضغوط- يؤثِّر بشكْلٍ سلبيٍّ على الطفل، ويجعله خجولاً وضعيفًا؛ لأنَّهُ يفتقد إلى الحضن الآمن الذي يجب أن يُوَفَّر له، ليتشكَّل عنده السلوك السويّ.
وطبعًا قد يشعر الطفل بالخَجَل إن كان عنده عيب وُلِدَ به، أو ظرف مختلف عن أصحابه؛ كفقر حال وما شابه، فحينها يشعر بالدونية؛ فيبتعد عن المجموعة، ولا يتعاطى معها بأريحية. أُسُس علميَّة للمُعالَجة: وتُؤَكِّد المصري على أن علماء النفس وضعوا سُبُلاً للمعالجة بقولها: أما عن سُبُل المعالَجة، فقد وضع علماء النفس أسسًا رائعة للتعامل مع الطفل الخجول، وقد سرد الدكتور جون ملوف جملةً من الخطوات العلاجية، التي أعطاها بعد خبرته كمعالج نفسي، والتي طبقها مع ابنته الخجولة ذات الأعوام الأربعة، وقد حَصَرَها في النقاط الآتية:
- يخبر الأهل طفلهم عنِ الأوقات التي عاشوا فيها لحظات الخَجَل، وكيف تعدوها.
- يشرح الأهلُ للطفل الفوائد المترتِّبة على التصرُّف بودٍّ وانفتاح، وتجاوب مع الآخرين؛ مثل: بناء صداقات أكثر، والشعور بالسعادة في النشاطات والمدرسة.
يَتَقَرَّب الأهلُ منَ الطفل في المواقف التي يشعرون أنه خجول فيها، ويخبرونه أنهم يتعاطفون معه، ويتفهّمون أنه ربما متوتر من الخوض في اللعب مع أقرانه مثلاً؛ ولكنهم يجب أن يُشَجِّعوه في نفس الوقت، ويخبروه أنه قادر على خوض هذه التجربة، وأنه سيكون سعيدًا فيها، فيشعر الطفل أن هناك من يتفهّمه، ويعبّر عن مشاعره بطريقة أفضل، ويتشجّع بالقيام بالنشاط.
لا يجب أبدًا على الأهل أن ينعتوا الطفل بصفة الخجل أمامه؛ لأنه سينطبع في عقله الباطن أنه كذلك، وسيتصرف على هذا الأساس، ولن يستطيعَ التغيير بعد ذلك، فالأهلُ بالنسبة له يعرفون أكثر، وكلامهم صحيح.
وإن كان الطفل في جوٍّ اجتماعي، ووصفه الآخرون بأنه خجول، فعلى الأهل أن يتدخلوا بهدوء، ويعلّقوا مثلاً أن الأطفال أحيانًا يحتاجون بعض الوقت؛ ليعتادوا على الجو. يمكن أن يتفق الأهل مع الطفل على هدف معيَّن، ويقيِّموا مع بعضهم البعض التحسُّن الذي يطرأ على سلوك الطفل، فمثلاً يمكن أن يكونَ الهدف هو التكلُّم مع الآخرين، أو طرح سؤال على المعلمة، أو المشاركة في اللعب مع الأطفال، وكلما أنْجَزَ الطفل الهدف، يضع علامة على لائحة يعلِّقها في غرفته.
يجب على الأهل أن يكونوا قدوةً أمام أطفالهم، فعادة الطفل يقلِّد ما يرى أكثر مما يطبق ما يقترحه الأهل، فعلى الأهل أن يُظهِروا طاقاتهم في التواصُل الاجتماعي أمام الأطفال؛ ليتعلموا منهم كيفيَّة الانطلاق في المجتمع. يعْرِض الأهلُ طفلهم على مواقف غير معهودة، واحتكاكه مع أطفال غير معروفين له؛ ولكن بطريقة تدريجيَّة ومتكررة، ومع الوقت يعتاد الطفل، ويخفف من التعاطي معهم بخجل.
على الأهل أن يشجعوا طفلهم على الكلام مع الآخرين؛ ولكن دون الضغط عليهم؛ لئلاَّ يعاندوهم، فإن أَبَى الطفل الكلام، فلْيبادر الأهل في الحديث أمام الطفل، ثم ليُقحِموا طفلهم في المحادثة؛ كأن يسألوه عن رأيه، أو ما شابه. التشجيع والحوافز والجوائز المادية والمعنوية قد تساعد الطفل على الانطلاق، والتخلص من الانطوائية، والتصرُّف بخجل، فعلى الأهل المسارَعة في إعطاء الطفل جائزة، حين يقوم بأيِّ عمل يُظهِر تحسنًا لديه، أو حتى إخباره مسبقًا ما هي جائزته، إن هو تَصَرَّفَ بطريقة ودية مع الآخرين.
يمكن للأهل أن يعبِّروا عن إعجابهم بجرأة طفل آخر أمام طفلهم؛ ليشعر أن هذا التصرف محمود، ويحاول تقليده على ألا يكون هناك تعليق سلبي؛ مثل: لِمَ لا تكن مثله؟ طريقة التعلُّم جيدة في هذه الحالات؛ حيث يفترض الأهل مواقف معينة، ويخبرون أطفالهم كيف يتصرَّفون في هذه المواقف عبر مسرح الدمى، أو القصة، أو بأيَّة طريقة محبَّبة للطفل.
دفْعُ الطفل الخجول للتعاطي مع طفل آخر غير خجول يمكن أن يساعده ويدعمه، وهذا الأمر أسهل للتطبيق في المدرسة؛ حيث يمكن للمعلِّمة أن تطلبَ منَ الطفل الخجول أن ينضم إلى مجموعة صغيرة أو طفل آخر؛ ليتشاركوا في عملية ما، فينخرط الطفل في المجتمع المحيط به، ويبدأ بكسر حاجز الخوف. وإضافة إلى ما عرضه الدكتور جون، فهناك خطوات ناجعة أُخرى من جهة تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل الخجول، عن طريق مثلاً إسناد المهام البسيطة إليه، والتي يعلم الأهل مسبقًا أنه سينجزها، فإن فعل شجّعوه وكافؤوه على هذا الإنجاز؛ فيشعر الطفل بقيمته الذاتيَّة، ويخرج من خلوته تدريجيًّا.
وبما أنَّ الوقاية خيرٌ منَ العلاج، فعلى الأهل العمل على تربية طفلهم منذ الصغر على الجرأة، والإقدام، والتكلُّم أمام الآخرين، وكسب الصداقات، فكل هذا من شأنه أن يُبعِد الطفل عن الخجل، وقد كان الصحابة والسلف فيما مضى يصحبون أطفالهم إلى المساجد، ويجعلونهم ينخرطون في مجالس الكبار؛ بل ويشجِّعونهم على الحديث والكلام؛ فينشأ الطفل جريئًا، قويَّ الشخصية منذ نعومة أظفاره.
كما يجب على الأهل أن يُخَصِّصوا أوقاتًا لطفلهم الخجول؛ ليشعر بأهميته، وأن يشاركوا أطفالهم في الهوايات المشتركة، والألعاب الرياضية، ويقوموا بزيارات متكررة للأهل والأقارب معه، ويجعلوا طفلهم يتعاطى مع الآخرين، أو يدعوا أطفالاً جريئين إلى بيتهم؛ ليلعبوا مع طفلهم الخجول، وكذلك التجمُّعات الكشفيَّة عامل مؤثِّر إيجابي للتخلُّص منَ الخجل. وهناك نقطة مهمة جدًّا، وهي ربْطُ الطفل منذ صِغره بالحبيب - عليه الصلاة والسلام - ليكون له قدوة؛ فيتعلم منه دروسًا في الشجاعة والقوة.
وكذلك ربط الطفل بالله - جل وعلا - وزرع الإيمان في نفسه، يجعله يشعر بالعز؛ لانتمائه لهذا الدين، وأنه في معيَّة الله - جل وعلا - وتكرار ألفاظ معينة وعبارات مشجِّعة دائمًا أمام الطفل، يجعله يشعر بأنه صاحب رسالة، وهو بعدُ صغير؛ كأن يقول له الأهل: ستكون من محرِّري بيت المقدس، أو أنت جندي للدعوة، وأنت شبل الإسلام، وستعود الخلافة على يديك، فيكبر الطفل وهو يشعر بمعاني العز في نفسه، ويكبر تقديره لذاته، وتقوى ثقته بنفسه، فعلى الأهل أن يقرؤوا للطفل سيرة الحبيب - عليه الصلاة والسلام - وقصص الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - ليَتَعَزَّزَ في نفسه الشعور بأنه مسلم قويٌّ كهؤلاء.
ولئن قال أحدهم يومًا: "قاتلوا الناس بالحب"، فلا شك أن خير علاج للطفل الخجول هو الرعاية والتقدير والحب بقدر؛ حتى يشعر أنه محبوب ومقبول وذو قيمة. ثم الصبر عليه ليستكمل العلاج، فلا شك أن رحلة العلاج ليست سهلة، وأول بند فيها هو معرفة سبب هذا الخجل للقضاء عليه، والتخلص من المشكلة، ولا شك أن التواصل المثمر بين الأهل والمدرسة لحل أزمة الطفل الخجول - له أهمية كبيرة في العلاج".
اسم الكاتب: تهاني السالم
مصدرالمقال: موقع الألوكة